إذا اشتملت على اليأس القلوب ***وضاق بما به الصدر الرحيب
أتاك على قنوط منك غوث***يمن به اللطيف المستجيب
>
>
>
>
> ----- >
>
>
>
> ________________________________
>
>
>
>
>
>
>
> من أروع القصص الحقيقية
>
> قصة قصّها الأستاذ الدكتور خالد الجبير استشاري جراحة القلب والشرايين في
> محاضرته في شريط ( أسباب ٌٌ منسية )
> فأعيروني انتباهكم فالقصة مؤثرة ولنا فيها بإذن الله العظة و العبرة
>
> يقول الدكتور :-
>
> في أحد الأيام أجريت عملية جراحية لطفل عمره سنتان ونصف وكان ذلك اليوم هو يوم
> الثلاثاء ،و في يوم الأربعاء كان الطفل في حيوية و عافية يوم الخميس الساعة
> 11:15ولا أنسى هذا الوقت
> - للصدمة التي وقعت - إذ بأحد الممرضات تخبرني بأن قلب و تنفس الطفل قد توقفا
> عن العمل؛ فذهبت إلى الطفل مسرعا ً وقمت بعملية تدليك للقلب استمرت 45 دقيقة
> وطول هذه الفترة لم يكن قلبه يعمل، وبعدها كتب الله لهذا القلب أن يعمل فحمدنا
> الله تعالى.
>
> ثم ذهبت لأخبر أهله بحالته و كما تعلمون كم هو صعب أن تخبر أهل المريض بحالته
> إذا كانت سيئة وهذا من أصعب ما يتعرض له الطبيب ولكنه ضروري ، فسألت عن والد
> الطفل فلم أجده لكني وجدت أمه فقلت لها إن سبب توقف قلب ولدك عن العمل هو نتيجة
>
> نزيف في الحنجرة ولا ندري ما هو سببه و أتوقع أن دماغه قد مات
> فماذا تتوقعون أنها قالت؟
> هل صرخت ؟ هل صاحت؟ هل قالت أنت السبب؟
> لم تقل شيئا من هذا كله بل قالت الحمد لله ثم تركتني وذهبت.
>
> بعد 10 أيام بدأ الطفل في التحرك فحمدنا الله تعالى واستبشرنا خيرا ً بأن حالة
> الدماغ معقولة، بعد 12يوم يتوقف قلبه مرة أخرى بسبب هذا النزيف؛ فأخذنا في
> تدليكه لمدة 45 دقيقة ولم يتحرك قلبه قلت لأمه هذه المرة لا أمل على ما أعتقد ،
>
> فقالت الحمد لله
> اللهم إن كان في شفائه خيرا ً فاشفه يا رب.
> و بحمد الله عاد القلب للعمل ولكن تكرر توقف قلب هذا الطفل بعد ذلك
> 6 مرات إلى أن تمكن أخصائيٌ القصبة الهوائية بأمر الله أن يوقف النزيف و يعود
> قلبه للعمل .
>
> ومر ت الآن 3 أشهر ونصف و الطفل في الإنعاش لا يتحرك ثم ما أن بدأ بالحركة وإذا
>
> به يصاب بخراج ٍ وصديد عجيب غريب عظيم في رأسه لم أرى مثله، فقلنا للأم بأن
> ولدك ميت لا محالة ،فإن كان قد نجا من توقف قلبه المتكرر فلن ينجو من هذا
> الخراج، فقالت الحمد لله ثم تركتني و ذهبت. بعد ذلك قمنا بتحويل الحالة فورا
> إلى جراحي المخ و الأعصاب وتولوا معالجة الصبي ثم بعد ثلاثة أسابيع بفضل الله
> شفي الطفل من هذا الخراج ،لكنه لا يتحرك.
>
> و بعد أسبوعين يصاب بتسمم عجيب في الدم وتصل حرارته إلى 41,2 درجة مئوية فقلت
> للأم: إن دماغ ابنك في خطر شديد لا أمل في نجاته فقالت بصبر و يقين الحمد لله،
> اللهم إن كان في شفائه
> خيرا ً فاشفه. بعد أن أخبرت أم هذا الطفل بحالة ولدها الذي كان يرقد على السرير
>
> رقم 5 ذهبت للمريض على السرير رقم6 لمعاينته وإذا بأم هذا المريض تبكي و تصيح
> وتقول يا دكتور يا دكتور
> الحقني يا دكتور حرارة الولد 37,6 درجة راح يموت راح يموت فقلت لها متعجبا ً :
> شوفي أم هذا الطفل الراقد على السرير رقم 5 حرارة ولدها 41 درجة وزيادة وهي
> صابرة و تحمد الله، فقالت أم المريض صاحب السرير رقم 6 عن أم هذا الطفل :
> (هذه المرأة مو صاحية ولا واعية) ؛ فتذكرت حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم
> الجميل العظيم (طوبى للغرباء) مجرد كلمتين ، لكنهما كلمتان تهزان أمة
>
> لم أرى في حياتي طوال عملي لمدة 23 سنة في المستشفيات مثل هذه الأخت الصابرة
> إلا إثنين فقط.
>
> بعد ذلك بفترة توقفت الكلى فقلنا لأم الطفل: لا أمل هذه المرة لن ينجو فقالت
> بصبر وتوكل على الله تعالى الحمد لله وتركتني ككل مرة وذهبت .
> دخلنا الآن في الأسبوع الأخير من الشهر الرابع وقد شفي الولد بحمد الله من
> التسمم ،ثم ما أن دخلنا الشهر الخامس إلا ويصاب الطفل بمرض عجيب لم أره في
> حياتي ،التهاب شديد في الغشاء البلوري حول الصدر وقد شمل عظام الصدر و كل
> المناطق حولها مما اضطرني إلى أن أفتح صدره واضطرُ أن أجعل القلب مكشوفا ، بحيث
>
> إذا بدلنا الغيارات ترى القلب ينبض أمامك .
>
> عندما وصلت حالت الطفل لهذه المرحلة ،قلت للأم: خلاص هذا لايمكن علاجه بالمرة
> لا أمل لقد تفاقم وضعه؛ فقالت الحمد لله كدأبها ولم تقل شيئا آخر
>
> مضى الآن علينا ستة أشهر و نصف وخرج الطفل من الإنعاش
> لا يتكلم لا يرى لا يسمع لا يتحرك لا يضحك و صدره مفتوح ويمكن أن ترى قلبه ينبض
>
> أمامك، والأم هي التي تساعد في تبديل الغيارات صابرة ومحتسبة .
>
> هل تعلمون ما حدث بعد ذلك ؟
> وقبل أن أخبركم ، ما تتوقعون من نجاة طفل مر بكل هذه المخاطر و الآلام
> والأمراض، وما ذا تتوقعون من هذه الأم الصابرة أن تفعل و ولدها أمامها عل شفير
> القبر، و لا تملك من أمرها الا الدعاء والتضرع لله تعالى .
>
> هل تعلمون ما حدث بعد شهرين ونصف للطفل الذي يمكن أن ترى قلبه ينبض أمامك ؟
>
> لقد شفي الصبي تماما برحمة الله عزوجل جزاء ً لهذه الأم الصالحة ، وهو الآن
> يسابق أمه على رجليه كأن شيئا ً لم يصبه وقد عاد كما كان صحيحا معافى ً .
>
> لم تنته القصة بعد ما أبكاني ليس هذا، ما أبكاني هو القادم :
>
> بعد خروج الطفل من المستشفى بسنة و نصف ،يخبرني أحد الإخوة في قسم العمليات بأن
>
> رجلا ً وزوجته ومعهم ولدين ،يريدون رؤيتك، فقلت من هم ؟ فقال بأنه لا يعرفهم.
>
> فذهبت لرؤيتهم وإذا بهم والد ووالدة الطفل الذي أجريت له العمليات السابقة عمره
>
> الآن 5 سنوات مثل الوردة في صحة وعافية كأن لم يكن به شيء ومعهم أيضا مولود
> عمره 4أشهر.
>
> فرحبت بهم وسألت الأب ممازحا ًعن هذا المولود الجديد الذي تحمله أمه هل هو رقم
> 13 أو 14 من الأولاد ؟
>
> فنظر إلي بابتسامة عجيبة ( كأنه يقول لي: والله يا دكتور إنك مسكين)
>
> ثم قال لي بعد هذه الابتسامة : إن هذا هو الولد الثاني وأن الولد الأول الذي
> أجريت له العمليات السابقة هو أول ولد يأتينا بعد 17 عاما من العقم وبعد أن
> رزقنا به، أصيب بهذه الأمراض التي تعرفها .
>
> لم أتمالك نفسي وامتلأت عيوني بالدموع وسحبت الرجل لا إراديا ً من يده ثم
> أدخلته في غرفة عندي وسألته عن زوجته ، قلت له من هي زوجتك هذه التي تصبر كل
> هذا الصبر على طفلها الذي أتاها بعد 17 عاما من العقم ؟ لا بد أن قلبها ليس
> بورا ً بل هو خصبٌُُُ بالإيمان بالله تعالى .
>
> هل تعلمون ماذا قال ؟
> أنصتوا معي يا أخواني و يا أخواتي وخاصة يا أيها الأخوات الفاضلات فيكفيكن فخرا
>
> ً في هذا الزمان أن تكون هذه المسلمة من بني جلدتكن.
>
> لقد قال :
> أنا متزوج من هذه المرأة منذ 19 عاما وطول هذه المدة لم تترك قيام الليل إلا
> بعذر شرعي، وما شهدت عليها غيبة ولا نميمة ولا كذب ، واذا خرجتُ من المنزل أو
> رجعتُ إليه تفتح لي الباب وتدعو لي وتستقبلني وترحب بي وتقوم بأعمالها بكل حب
> ورعاية وأخلاق وحنان.
>
> ويكمل الرجل حديثه ويقول : يا دكتور لا استطيع بكل هذه الأخلاق و الحنان الذي
> تعاملني به زوجتي أن أفتح عيني فيها حياءً منها وخجلا ً ؛ فقلت له : ومثلها
> يستحق ذلك بالفعل منك
>
> انتهى كلام الدكتورخالد الجبير حفظه الله .
> ------------------------------------------------------
> وأقول :
>
> إخواني و أخواتي، قد تتعجبون من هذه القصة ومن صبر هذه المرأة ولكن اعلموا أن
> الإيمان بالله تعالى حق الإيمان والتوكل عليه حق التوكل والعمل الصالح هو ما
> يثبت المسلم عند الشدائد والمحن وهذا الصبر هو توفيق من الله تعالى ورحمة.
>
> يقول الله تعالى:
> وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ
> الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)
> الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا
> إِلَيْهِ رَاجِعونَ(156) أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ
> وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) - سورة البقرة
>
> و يقول عليه الصلاة والسلام:
> ((ما يصيب ُ المسلم َ من نصب ٍ ولا وصبٍ ولا هم ٍ ولاحزن ٍ ولا أذىً ولا غم ٍ،
> حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه ))
>
> فاستعينوا إخواني و أخواتي بالله وأسألوه حوائجكم وادعوه وحده
> والجئوا اليه في السراء والضراء إنه تعالى نعم المولى ونعم النصير وجزاكم الله
> خيرا ً ولا تنسونا من صالح دعائكم